الرئيسية » » نهاية الطريق

نهاية الطريق

بقلم Unknown الثلاثاء، 12 يوليو 2016 | 10:07:00 م




سقطت ورقة صفراء من تلك الشجرة العجوز المتاخمة لشباك غرفتي، تحسست رأسي و تجاعيد وجهي- الذي أصبح كمغارات في جبل أصم- نظرت في مرآة عمري؛ فرأيت البياض يكسو تاجي – كما كانوا يسمونه أيام عنفواني، عندما سقطت تلك الورقة أحسست أن العمر قد قارب على إغلاق آخر صفحاته التي بين الخريف و الشتاء القاتل، سُجنت روحي عمراً في صندوق صغير، لم تُفلح محاولاتي في فتحه، كما لم تفلح المساحيق وأدوات الزينة في فرض الحقيقة الزائفة على العيون المتلصصة التي تخترق عظامي، عشت دهراً داخل هذا الصندوق بغير جلد، فقط غشاء مزيف يلون وجهي و شعري الذي هو تاجي، و بعد أن تنازلت عن عرشي لبنيتي، ها هي تتنكر لي، تخجل لمجرد ذكر اسمي، فأنا لم أعلمها – أو لم يكن عندي الوقت- أن تنتمي إليّ، فانتمت إلى العرش الذي تنازلت لها عنه، و ذلك لأنني كنت مشغولة طوال الوقت بجلدي أحاول تنظيفه من أدران علقت به رغماً عني-أو برضائي..... أدران لا يمحها انسكاب العمر كله عبرات، و في نهاية الطريق يقترب هذا الشبح الأسود كلما ازداد عدد الوريقات الصفراء التي تتساقط من تلك الشجرة العجوز المتاخمة لشباك غرفتي.
 
شاهد تعليقات: أو

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

Copyright © 2016. بقلمي -جميع الحقوق محفوظة