تتقارب المسافات لتتباعد، أعيتني الحيل في استمالتها، بل باءت كلها بالفشل المتعانق بخيبة الأمل، حاولت ملء فراغي بها و لكنها أبت إلا أن تصنع فجوات جديدة في جسدي المنهك، و في روحي التي باتت الليالي ترقع ثوبها، و لكنها أيضاً فشلت.
كانت البداية هي النهاية، حُكم في قضية دون سماع شهود، و كان القاضي هو الجلاّد الذي هوى على قلبي بسكينه دون رحمة، حتى الدماء أبت أن تنزف من جرحي، و مع كل هذا- عندما فتشت داخل نفسي لم أجد غير صورتها، مع أني قد خسرت القضية، إلاّ أنه ما زال هناك بصيص من نور، و بارقة من أمل بعيد يختبئ في عينيها اللتان ملأتا الدنيا حوله ضياء، تلك الشفتان المتمردان الناطقات بأعذب الألحان، أسراب حمام الأمل تأوي إلى عشها، يتجمهرن في حظيرتها، تأبى أن تجعلني أرقع الثوب، و تأبى إلا أن أكون طريد الحب.
أو 
